Tuesday, January 29, 2008

قواعد وآداب الطب الإسلامي

قواعد وآداب الطب الإسلامي

الخلاصة:-
في ضوء التعاليم الإسلامية تناقش هنا بعض الممارسات الطبية كزراعة الأعضاء، والتلقيح الصناعي وتشريح الجثة واستخدام الكحول في الطب والعديد من العمليات الأخرى المحرمة لتعاليم الإسلام.

" المقدمة "

اتبعت مهنة الطب قواعد وآدابا منذ البداية، وكانت أول هذه القواعد في حقك الخ هو" قسم ابقراط ". وقد روجع هذا القسم على مر العصور بهدف تنقيحه، وعلى ذكر القليل ممن راجعه " نذكر المجوس والطبري في القرن العاشر وابن رضوان في القرن الثالث عشر والجمعية الطبية الكويتية في عامي 1964 ، 1975
ولقد اكتسب المسلمون (العرب) المعرفة الطبية من اليونان ومصر والهند... الخ. وكانوا كلما أخذوا شيئا عن الآخرين دققوا فيه وأعادوا تشكيله حتى يساير المبادئ والتعاليم الإسلامية، فالكحول مثلا بالنسبة للمسلمين مادة محرمة كلية ولكنها بالنسبة لغير المسلمين ليست كذلك فهم يتناولونه في حرية ويستخدمونه في العلاجات الطبية والمشروبات الغازية، أما المسلمون فيمنعون أنفسهم عنه وعلاجاتهم الطبية خالية منه كذلك، وهم يستعيضون عنه بعسل النحل )ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) (النحل:69 ( حسبما ذكر في القرآن الكر يم، كذلك فإن المسلمات يعتبرون فضلات الجسم شيئا نجسا قذرا وضارا ويكرهون استخدامه في الطب، وعلى هذا فإن وجود قواعد وآداب خاصة بالمسلمين أمر حتمي لهم الصراط المستقيم الذي أوضحه الله عز وجل لهم ولتقيهم شر الأعمال الخبيثة.

إن الإسلام يعد الدين الوحيد الذي يقود الإنسان في كل معابر الحياة منذ ولاداته حتى مماته، ويقود فكره وعمله ويحتم على المؤمن التزام طريق الرشاد في إخلاص حيث يقف المؤمن خاشعا ابتغاء مرضاة الله معلنا حسبما جاء في الذكر الكريم ) ()قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) (الأنعام:162) والمؤمن يظل على إيمانه في كل درب من دروب الحياة، وهو يؤدي ما عليه من وجبات لاتقاء السريرة وحسن العمل قد أكدهما الإسلام على الدوام.

وفي الوقت الحاضر، تجرى عمليات طبية ضد التعاليم الإسلامية مجافية للمفهوم السليم للحرام والحلال، إن الإسلام يعتبر مثالا يحتدى لكافة البشر بما يتضمنه من مبادئ وآداب ليس لها نظير ولهذا يجب أن ينتشر الإسلام في العالم وان يتبع. وواجب المسلمين أن يقدوا العالم في ضوء التعاليم القرآنية وان يجدوا الحلول للمشاكل الجديدة التي تظهر بين آونة وأخرى ذلك أنهم حسبما ذكرهم القرآن )كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ) (آل عمران:110)

وقبل أن نتعرض لهذه المشكلات بالتحليل فإن المرء يجب أن يعتبر بما جاء في الحديث الشريف " إن الله فرض فرائضه فلا تضيعوها وحد حدودا فلا تعتدوها وحرم أشياء فلا تنتهكوها، وسكت عن أشياء رحمة بكم غير نسيان فلا تبحثوا عنها" (الدار قطني) وكذلك ما جاء في القرآن )وَلا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لا يُفْلِحُونَ) (النحل:116)

إن العمليات الطبية التالية يجب تناولها بعين الاعتبار.

1- عمليات زراعة الأعضاء:

إن وصف عملية زراعة العضو البشري وجدت في الكتابات الصينية والهندية القديمة التي يرجع تاريخهما إلى القرن الثاني والثالث قبل الميلاد. وقد أجرى أول عملية ناجحة لزراعة الكلى عام 51-1953، كما أجريت أول عملية على الكلاب عام 1902 الكلاب عام 1902 بواسطة ألومان وكوريل وأجريت محاولات على أعضاء أخرى عديدة ضمن برنامج زراعة الأعضاء. وبالتالي تقدمت مجالات حفظ الأعضاء والأنسجة بصورة كبيرة خلال السنوات الأخيرة وإن المبادئ التي نادت بها إنجلترا وهى (الاكتساب) (والتخلص) لها مدلول خاص وان اللجنة الأسترالية تبنيها للمبادئ الأوروبية قد شجعت دفع مقابل " للدم، والسائل المنوي، والغدة النخامية والكلية لزراعتها. كذلك تم التأكيد على أنه يجب إعلان الوفاة بدون أي تأخير في حالات الغيبوبة المؤكدة.
وهذا يوضح بجلاء الاتجاه الذي بهدف إليه العالم، فإن عملية التبرع بالأعضاء أو الأنسجة من جانب الشخص أثناء حياته أو الموافقة على الانتفاع بأجزاء من جسده بعد مماته تبدوا عملا رحيما وفعلا جليلا حيث يفكر الشخص في أن جسده الذي سيتحول إلى رماد كم يكون طيبا لو استخدم لخير البشرية، وهي بهذا النحو تبدو عملية لا غبار عليها من جانب الجراح، ولكن إذا ما تأملنا وجهة النظر الإسلامية تطالعنا حقائق معينة:

فقد جاء في القرآن الكريم )وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيّاً مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَاناً مُبِيناً) (النساء:119) فإن الشيطان عدو البشر يتحدى في تلك الآية. وفي الماضي لم تكن أنماط التغيير هذا في خلق الله على هذا النحو من التطور والوضوح كما هي عليه الآن. فعمليات الخصاء، والوشم على الجلد، واستخدام الشعر المستعار عند النساء، أشياء محرمة كلية في الإسلام فهي تغيير في خلق الله، فما بالنا بعمليات زراعة الأعضاء. وفي عام 1969 قرر قاض إنجليزي " إن الشخص يمكن أن يعلن استعداده للموت من أجل آخر، ولكن لا يجب على الجراح أن يعمل بكلامه (7) فالإسلام يعلم المؤمن أن كل شئ ملك لله وان الإنسان لا يملك من أمر نفسه شيئا، وطالما أن الشيء لا يملكه فمن الواضح انه لا حق له في النزول عنه .

إن الضرر في عملية الاستئصال نحيف جدا لأنه بعد الوفاة تحفظ بعض الأعضاء أو كلها لحين الحاجة لاستعمالها مما يؤدي إلى الاتجار البشع في الأعضاء البشرية وبالتالي إلى الجرائم والنقطة المخيفة الأخرى هي " إعلان الوفاة دون أي تأخير في حالات الغيبوبة المؤكدة ".
إن الإرشاد الذي جاء في القرآن والحديث واضح جدا ولا يدع مجالا للشك أو الاختلاف في الرأي. وإذا ما قدر لعمليات زراعة الأعضاء أن ترسخ فانه يجب على المسلمين الامتناع عنها التزاما بالقانون السماوي، فانه لا يمكن أن يخاطر بإنسان من اجل آخر. ولا أن جزءا ميت ينقذ حياة أو يصلح فساد آخر. مثل هذه الحالات يجب أن تترك لتلاقى مصيرها كما هو الحال حين يفشل العلاج، بمعنى انه ليس هناك فرد خالد أو لا يمكن الاستغناء عنه في هذا العالم.

وعلى هذا فإننا نوصى بأنه يجب معارضة ممارسة زراعة الأعضاء حتى تجنب البشرية هذه العملية الفاسدة والمجافية للآداب.

2- عملية التلقيح الصناعي:

إن الرغبة في إنجاب الأطفال تعد أمرا طبيعيا ولهذا فان المحاولات مستمرة لمكافحة العقم بالطرق الطبية ولكن نجاحها ضئيل حيث انه ليس هناك علاج لحالات العقم في مراحله الأولية- ولقد أوضح الإسلام بجلاء إن الله)أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَاناً وَإِنَاثاً وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيماً إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ) (الشورى:5) وبعض الأديان يسمح بتبني الأطفال، وفي أديان أخرى يسمح آيا بالحصول على السائل المنوي لأشخاص آخرين لتعويض هذا العجز، ولكن الإسلام حرم كل ذلك تماما فالعقم قد يوجد في كل من الرجل والمرأة فإذا كان الرجل عقيما فإنه يوصى بعملية التلقيح الصناعي، حيث يتم الحصول على السائل المنوي بطريق الاستمناء الذاتي ويوضع بواسطة محقنة في عنق الرحم أو بالقرب منه- والأوجه القانونية لعملية التلقيح الصناعي حسبما هو مطبق في الهند هي:-
ا- أن المتبرع والمستلم لا يمكن أن يعتبرا مذنبين بجريمة الزنى (جزء497) طالما انه ليس هناك جماع جنسي.
2-
إن الحل يكون غير شرعي وعلى ذلك لا يمكن أن يرث الملكية. إن سلامة النسل لها أهمية كبرى في الإسلام لكي ينمو المجتمع سليما صحيحا متمسكا بتعاليم دينه ولإعلاء مبادئه القيمة عاليا. ولذلك فان تبني الأطفال غير مصرح به في الإسلام فقد لا يكون هناك زنى جنسي في عملية التلقيح الصناعي، ولكنه من الواضح انه زنى عنصري وبسببه يعد الحل غير شرعي. إن المجتمع الإسلامي يحافظ على السلامة العنصرية ولا يقبل بأي تناقض .
وعلى هذا فإننا نوصى بأنه يجب أن تدان بكل قوة الممارسات الحقيرة لهذا النوع من التلقيح الصناعي وان تحرم قانونا.
3-
تشريح الجثة:

إن الجسم الإنساني يعتبر من روائع وأسرار الطبيعة، وقد تم تشريح ودراسة كل نسيج من أنسجته ولكن لا زالت هناك أجزاء لم يمكن فهمها على الوجه الأكمل ولقد أنعمت الطبيعة على الإنسان لما يبذله من جهد حتى ظن انه لا النهاية سوف يكتشف الحقيقة النهائية التي تبدو باستمرار بعيدة، كما يبدو الأفق للسائر نحوه دون أن يصله أبدأ.

ويتم تشريح الجثة بواسطة الطب الشرعي لإثبات الشخصية، ولتحديد سبب الوفاة، وطبيعة الوفاة، وساعة الوفاة وذلك بهدف مكافحة الجرائم.

وتوضح البيانات الإحصائية التي جمعت بعناية من الشرطة والمحاكم نسبة النجاح التي توصل إليها من تحقيق الأهداف المذكورة والى أي مدى أدى ذلك إلى خفض معدل الجرائم.

وتبعا لتعالم الإسلام فان أحدا لا يستطيع أن يزيل جزءا من جسد الميت فعندما يغسل جسد الميت فان انفصل جزء من أظافره يجب أن يوضع معه داخل ثوبه ويدفن معه وعلى ذلك، فإننا نوصي بأن يقيد التشريح الطبي الشرعي للحالات التي يـتحتم معها للأغراض السابقة، وحتى في مثل هذه الحالات فانه يجب الحصول على تصريح من محكمة إسلامية ومن أقارب الميت قبل الشروع في عملية التشريح.

4- استخدام الكحول والمواد المحرمة الأخرى في الطب:

إن مفهوم الحلال والحرام من المأكولات موجود في كافة الأديان، بينما بين الإسلام الحلال في وضوح تام والمواد التي أحلها الإسلام أكثر بكثير من تلك التي حرمها ،فالإسلام حرم فقط تلك المواد التي تضر الإنسان بشكل أو بآخر، فالكحول من بين المحرمات وقال فيه الحديث " انه ليس بدواء ولكنه داء" وذكر في القرآن)يَسْأَلونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا وَيَسْأَلونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآياتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ) (البقرة:219) وأيضا في الحديث" إن الله لم يجعل شفاءكم فيما حرم عليكم " وقد أدرك الطب الحديث التأثيرات الضارة لاستخدام الكحول، وتكونت العديد من الهيئات التي تدعو إلى الحد من استعمال الكحول.

ولهذا فإننا نوصي كقاعدة بعدم استخدام الكحول والمواد المحرمة الأخرى في العلاجات الطبية أو السلع الأخرى.

5- نقل الدم:

إن دراسة مجموعات الدم وفصائله جعلت نقل الدم سهلا ومأمونا وعمليا على عكس ما كان عليه بسبب المخاطر الممكنة من عدم المطابقة بين دم المتبرع والمستلم. وعلى الرغم من أن عملية نقل الدم أصبحت مأمونة ومنقذة لحياة الأفراد ولكنه حتى الآن لم يتم دراسة ما إذا كانت تحدث أي تغييرات في خصائص الفرد المستلم، وإذا حدث ذلك فما هو نوع التغيير؟ وإذا تمت دراسة هذا الجانب من عملية نقل الدم وجمعت البيانات على نطاق واسع فانه ربما تكشفت حقائق غريبة. وانه لحقيقة أن عادات الطعام لها تأثر واضح عام خصائص الفرد. فالآثار الناتجة عن عملية نقل الدم يجب أن تحظى بالاعتبار والدراسة خاصة في الحالات المتكررة لنقل الدم، وكذلك فان بيع الدم من الناحية الأخلاقية يعد عملا شائنا.

ولهذا فإننا نوصى بأن تقيد عمليات نقل الدم على الحالات التي لا يمكن معها الاستعاضة عنه والتي ينطق عليها فقط ذكر القرآن: ( إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلا عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (البقرة:173) .

6- عملية حفظ الجثث وتأجيل دفنها:

يلح الإسلام على دفن جسد المتوفى ومراعاة كافة الواجبات دون أي تأخير.
ولهذا فإننا نوصى في الحالات التي يستلزم حفظها فإن الجسد الميت يمكن حفظه لأقل مدة بتصريح من محكمة إسلامية.

7- تنظيم الأسرة:

تختلف تماما نظرة المؤمن عن غير المؤمن في هذا الصد د. فالمؤمن يعلم أن الكون وما فيه من خلق الله وفي قبضة سلطانه ولا يمكن حدوث شيء إلا بمشيته، يهب لمن يشاء الأطفال، ويجعل من يشاء عقيما حسب إرادته، أينما شاء يزيد البشرية وحسبما يزيد يقللها. فهو جل جلاله له أساليبه في تسيير البشر وحل المشاكل التي تنشأ. ويقول الله في كتابه )قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) (الأنعام:151) ) وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ) (هود:6) وانه لظلم عظيم إن الفرد يجب أن يحيا في هذه الدنيا متمتعا بخيرتها ولكنه يكره ظهور آخرين فيها.

إن طرق تنظيم الأسرة المتوفرة والمتبعة تقود المجتمع إلى الزنى حيت يتضاءل الخوف من حدوث الحمل علاوة على تدخل الفرد في تلك العمليات الطبيعية له آثاره وذلك حسبما يقول وليام بويد " إننا نتدخل باستمرار في أمور الطبيعة ولهذا سننال ما نستحقه من عقاب " وعلى ذلك فان طرق تنظيم الأسرة، خلاف عمليات الإجهاض وقطع البوق يجوز السماح بها في حالات فردية أو للجمهور، حتى الإجهاض يجوز السماح به إذا وجد ضروريا لإنقاذ حياة الأم.

لقد تناولت هذه المشاكل باختصار وهي تحتاج لمناقشات مستفيضة لا تتسع لها خمسة عشرة دقيقة علاوة على انه لا يمكن لشخص واحد التصدي لحل هذه المشاكل بمفرده فهي تحتاج إلى فريق من الخبراء من مختلف التخصصات كالدين والطب والقانون ليعملوا معا على حلها.

No comments:

Post a Comment